” معركة الصمود التي تقودها سلطانة خيا سيخلدها تاريخ مقاومة الشعب الصحراوي ” (أمنتو حيدار)
الجزائر، 17 نوفمبر 2021 – قالت رئيسة الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي (ايساكوم) و المدافعة عن حقوق الانسان، أمينتو حيدار، إن “المعركة الاسطورية” التي تقودها المناضلة سلطانة خيا وعائلتها من داخل منزلها بمدينة بوجدور المحتلة، ارتقت عاليا في سماء التضحية لترسم بمداد الفخر والاعتزاز والبطولة صفحة وضاءة سيخلدها تاريخ مقاومة الشعب الصحراوي.
و أوضحت أمينتو حيدار في تصريح ل/واج بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمعركة سلطانة خيا ضد الاحتلال المغربي، الذي يفرض عليها اقامة جبرية بمنزلها العائلي مع استهدافها بشتى أنواع التعذيب النفسي و الجسدي، أن “هذه المعركة جسدت كل معاني التحدي و الصمود، استطاعت من خلالها سلطانة خيا و الواعرة خيا و الام الطاعنة في السن امنتو الناجم امبيريك تلقين جلادي نظام الاحتلال المغربي معنى الانتماء للوطن والتعلق بحبه والدفاع عنه، و الاستعداد للتضحية من أجله، تعلمهم ان الوطن هو الكرامة، والكرامة هي الوطن” .
و تحدثت رئيسة “ايساكوم” مطولا عن رحلة العذاب و المعاناة الطويلة لأيقونة النضال الصحراوي سلطانة خيا، والتي تقول انها “تتدفق عرقا ودما وألما تحت حصار جائر في فضاء بيت معزول يختزل الضيق ومحدودية الحركة”، لكن على جوانب هذا الخندق، تضيف، “تكسرت مخططات تسفيه المعركة و انهارت وتلاشت محاولات النيل من المعنويات”، كما “سقطت تباعا مناورات اقتناص وسحب علم الجمهورية العربية الصحراوية الذي ظل عاليا وعلى رؤوس الأشهاد خفاقا شامخا ترفعه ايادي سلطانة والواعرة اللائي شربن الوفاء للعهد والثبات على الموقف من ثدي الام امنتو الناجم امبيريك، في يوميات معركة سلطانة”.
و قالت في هذا الاطار : “على مدار سنة كاملة لم يغب العلم الوطني الصحراوي الذي ظل ينتصب في كل مرة كالمنارة يطاول عنان السماء، يضيء سماء الوطن و يزيح عتمة الاحتلال البغيض، يرفرف عاليا، يعزف لحن الحرية و ينبئ بقرب يوم النصر”.
و ذكرت رئيسة الهيئة الحقوقية أن عائلة اهل خيا تعيش وضعية انسانية كارثية بكل المقاييس، باتت تشارف نهاية رحلتها السنوية الاولى. و استعرضت في هذا الاطار جزء من معاناة العائلة المناضلة بالقول: “ثلاث نسوة في عزلة تامة عن كل بيوت و احياء المدينة، لا ماء و لا كهرباء و لا نظافة و لا غذاء، و في وضع صحي بئيس مؤلم، في بيت خال من كل مقومات الحياة الاساسية، لكنه لا يعدم مقومات الصمود و التحدي و القدرة على التفوق على سادية الجلادين الجبناء”.
و “ذاقت سلطانة خيا و عائلتها خلال سنة كاملة تحت الحصار الخانق و الاقامة الجبرية كل أشكال التعذيب الجسدي و النفسي وصنوفه الحاطة من الكرامة الانسانية، كما تفننت قوات القمع المغربية في ممارسة كل الافعال المشينة عليها و الاساليب الرعناء المعهودة لنظام الاحتلال المغربي، كالرفس و الضرب و السحل بكل عنجهية، بل العبث بشرفهن و اغتصابهن بوحشية”.
كما أفادت امينتو حيدار بأن “اجهزة القمع المغربية حاولت اغتيال المناضلة الصلبة سلطانة خيا مرة حين رشقوها بحجر، وعمدوا مرة الى جرها لإسقاطها من اعلى سطح المنزل بواسطة رافعة ظلت مرابطة امام منزل عائلة اهل خيا خلال عدة شهور، كما دسوا لها فيروس كورونا في احدى المرات، و اخيرا عمدوا الى وخزها بحقن مجهولة المحتوى”.
“يحدث كل هذا تحت جنح الظلام و في غارات ليلية جبانة متكررة، حيث يتم اقتحام المنزل او التسلل إليه قفزا من اسطح الجيران، فيزرعون الرعب داخل البيت و يعيثون فيه فسادا، يكسرون و يسرقون و ينثرون كل محتوياته، و يسكبون عليها القاذورات و المياه العادمة”.
و اكدت رئيسة الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال ان “هذه العائلة الصامدة واجهت أساليب الاحتلال المغربي الخبيثة وممارساته الوضيعة الواطية بعزيمة فولاذية و رباطة جأش اربكت نظام الاحتلال المغربي، و جعلته يتخبط في ردود افعال هستيرية، و عرته امام العالم و كشفت همجيته، التي تعبر عن المستوى المنحط الذي سقط فيه نظام المخزن المغربي المحتل”.
“ورغم كل المعاناة و قساوة الاحداث التي مرت بها العائلة المجاهدة والتي اصبحت مفخرة للشعب الصحراوي و في كل اماكن تواجده، لقنت النسوة الثلاث دروسا للعدو المغربي في الصمود و التحدي لن ينساها ابدا، كما رفعت همم المناضلات و المناضلين. و استطاعت ثلاث نسوة الانتصار و بكل ثبات و اقتدار في ملحمة الصمود الاسطورية”، مضيفة “طوال الاثني عشر شهرا، اثبتن و بالملموس ان ارادة الانسان الصحراوي لا تقهر”.
و أشادت في هذا الاطار بالنضال السلمي لنساء عائلة اهل خيا، “المسالمات اللواتي يتسلحن فقط بسلاح الايمان بشرعية وعدالة القضية، قضية شعبهم و حقهن في الحرية و الاستقلال”.
و في حديثها عن الصمت الدولي المفضوح ازاء جرائم الاحتلال المغربي بحق الصحراويين، أكدت أن عائلة اهل خيا بصمودها احرجت المنتظم الدولي و فضحت تواطؤه و انتهاجه لسياسة الكيل بمكيالين، فانكشف، تقول، “زيف الشعارات الرنانة المطالبة باحترام حقوق الانسان و الحريات العامة، وما صار واضحا اليوم هو انعدام أية جدية ازاء الحلول السلمية المتداولة في ظل هذا الواقع الكارثي الذي يئن تحت وطأة الاحتلال”.
و في الختام، أكدت المدافعة الصحراوية عن حقوق الانسان، أمينتو حيدار، على أن “الافق بات يضيق بما ينتظر رحلة المبعوث الشخصي الجديد السيد دي ميستورا، في ظل تغييب كلي لمنطلقات صحية لأية مفاوضات محتملة تكون قاعدتها سلامة وأمن المواطنين الصحراويين و احترام كامل حقوقهم المشروعة.” (واص)