كفاح الشعب الصحراوي ضد القوى الإستعمارية محور محاضرة بجزر سفالبارد في الأرخبيل النرويجي.
النرويج (جزر سفالبارد) 13 نوفمبر 2019 : أطرت يوم أمس الناشطة الصحراوية العصرية محمد، محاضرة حول قضية تصفية الإستعمار في الصحراء الغربية، لفائدة الحركات الشبيانية لبعض الأحزاب والمؤسسات التعليمية في جزر سفالبارد أقصى شمال أوروبا، أبرزت من خلالها حيثيات النزاع في الصحراء الغربية منذ نشأة المقاومة الصحراوية ومناهضتها للإستعمار الإسباني، وبعده الإجتياح المشترك بين المغرب وموريتانيا في عهد نظامي الحسن الثاني وولد الدداه المدعومين من قبل فرنسا وكل القوى الإستعمارية في تلك الحقبة.
السيدة العصرية محمد، تطرقت إلى مسار التسوية الذي تشرف عليه الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل نهائي يضمن للشعب الصحراوي حق تقرير المصير وإختيار مستقبله بشكل ديمقراطي ونزيه، مبرزة في هذا الصدد حجم المعاناة التي خلفاها الإحتلال المغربي للصحراء الغربية وتقاعس المجتمع الدولي عن الوفاء في إلتزاماته بتصفية الإستعمار من العالم وتمكين شعبنا مثل كل الشعوب من حقه في الحرية والإستقلال والعيش بسلام في أرضة إسوة بباقي البلدان الأخرى.
وفيما يخص وضعية حقوق الإنسان، عرجت المحاضرة على الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تعرفها الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية في ظل وجود بعثة (المينورسو) وحملات القمع الممنهج والواسع النطاق والقتل خارج نطاق القانون ضد كل الصحراويين لاسيما النشطاء الحقوقيين، الإعلاميين والطلبة، مستدلة بمجموعة الأمثلة عن حالة القمع والإعتقال السياسي مثل مجموعة رفاق الولي للطلبة التي تكبد أعضاءها محنة السفر والبعد عن أسرهم لإستكمال الدراسة ليجدوا أنفسهم محتجزين بتهم لا أساس لها من الصحة لدى سلطات الإحتلال بمدينة مراكش المغربية إنتقاما من الأنشطة التي يقومون بها داخل الحرم الجامعي لتحسيس بقضية الصحراء الغربية وكفاح شعبها التحرري.
وعن معاناة اللاجئين الصحراويين، أِشارت العصرية، إلى الظروف الصعبة التي يتواجد عليها اللاجئين في مخيمات تقع في مكان يتسم بمناخ صعب خلال كل فصول السنة، في ظل شح الإمكانيات والنقص الذي عرفته المساعدة الموجهة من الأمم المتحدة في مقابل تزايد عدد اللاجئين مع مرور الوقت، كما أشارت كذلك إلى غياب أفق وفرص شغل للشباب خاصة الطلبة الذين عادوا إلى المخيمات بعد الإنتهاء من المشوار الدراسي في الجامعات والمعاهد العليا في الخارج.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة الأولى من نوعها في جزر سفالبارد بالأرخبيل النرويجي، تدخل ضمن سلسلة المحاضرات والأنشطة التحسيسية التي تنظمها بشكل دوري اللجنة النرويجية للتضامن مع الشعب الصحراوي في مختلف الجامعات والمؤسسات التعليمية والسياسية داخل هذا البلد من أجل التعريف أكثر ورفع مستوى الوعي بقضية الصحراء الغربية والكفاح الذي يخوضه شعبها من أجل الحرية والإستقلال.(08)