في وقت طالب فيه مجلس الأمن بتسريع تعيين خليفة كوهلر, 193 دولة تؤكد على حتمية تقرير مصير الشعب الصحراوي.
ينتظر أن يسلم السفير الامريكي في الأمم المتحدة في غضون هذا الأسبوع لأعضاء مجلس الأمن مشروع لائحة جديدة حول الصحراء الغربية قصد مناقشتها تحضيرا للاجتماع الذي ينتظر أن تعقده الهيئة الأممية نهاية هذا الشهر لتمديد عهدة بعثة ” مينورسو”.
ولم تستبعد مصادر أممية احتمال اكتفاء أعضاء مجلس الأمن بالتفاوض حول فكرة الموافقة على “تمديد تقني” لمهمة البعثة الاممية الى حين تعيين مبعوث أممي خاص جديدة الى الصحراء الغربية خلفا للرئيس الألماني هورست كوهلر المستقيل.
وأضافت المصادر انه في حال تم الأخذ بهذا الخيار فإن مضمون اللائحة سيكون خاليا من أية إشارات سياسية والاقتصار فقط بالإشارة الى تجديد عهدة ” مينورسو” ومدتها.
ويجهل الى حد الآن ما إذا كانت الولايات المتحدة، المبادرة في كل مرة بصياغة مشاريع اللوائح حول الصحراء الغربية، ستقترح لائحة مع تجديد تقني أم أنها ستضمنها مواقف سياسية حول مسار المفاوضات المعطلة بين الجانبين الصحراوي والمغربي.
وكان أعضاء مجلس الأمن طالبوا نهاية الأسبوع، خلال اجتماع خصص لمناقشة آخر تطورات الأوضاع في الصحراء الغربية بضرورة الإسراع في تعيين خليفة لهورست كوهلر، بهدف الإبقاء على الدينامكية التي خلفتها المفاوضات التي رعاها هذا الأخير بين طرفي النزاع بمدينة جنيف السويسرية العام الماضي.
وذكرت مصادر على صلة بالمفاوضات التي جرت داخل الجلسة المغلقة لمجلس الأمن، أن الاتفاق حصل بين الأعضاء حول نقطتين تخص الأولى حث الأمين العام الاممي، انطونيو غوتيريس، على التعجيل بتعيين خليفة للرئيس الألماني السابق، وإعادة بعث الحوار السياسي بين طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب بنفس الدينامكية.
وشكلت الاستقالة المفاجئة للرئيس الألماني السابق شهر جويلية الماضي، ضربة قوية لمسار السلام وخاصة في ظل الفراغ الذي تركه عدم تمكن الأمين العام من تعيين خليفة له أربعة أشهر منذ تقديم استقالته.
ورافع سفير دولة جنوب إفريقيا العضو غير الدائم في مجلس الأمن خلال هذه الجلسة بضرورة تحرك المجموعة الدولية من اجل تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، في نفس الوقت الذي ألح فيه نظيره الامريكي على أهمية التعجيل بتعيين مبعوث جديد يتمتع بنفس صرامة وحزم الرئيس الألماني السابق.
وشكل الوضع في الصحراء الغربية جوهر المحادثات الأولى يوم 8 أكتوبر الجاري، خصصت لعرض التقرير الجديد للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة حول الصحراء الغربية تحضيرا لاجتماع ختامي نهاية هذا الشهر، يتم خلاله المصادقة على لائحة جديدة لتمديد عهدة بعثة “مينورسو” في الصحراء الغربية لمدة ستة أشهر إضافية.
يذكر ان بينتو كايتا، نائب الأمين العام للأمم المتحدة من اجل إفريقيا المكلفة بعمليات حفظ السلام قدمت أول أمس، إحاطة أمام مجلس الأمن حول المسار السياسي في الصحراء الغربية كان من المفترض أن يقدمه المبعوث الشخصي للامين العام هورست كوهلر، او خليفته في نفس الوقت الذي قدم فيه كولين ستيوارت، الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ورئيس بعثة “مينورسو” إحاطة حول النشاطات المنجزة من طرف موظفي هذه الأخيرة منذ شهر أفريل الماضي، تاريخ مصادقة مجلس الأمن الدولي على آخر لائحة أممية حول الصحراء الغربية.
وفي انتظار اجتماع مجلس الأمن وما يقرره أعضاؤه فقد تبنّت اللجنة الرابعة الأممية المكلفة بتصفية الاستعمار، لائحة جديدة حول الصحراء الغربية حظيت بإجماع 193 دولة عضو بالأمم المتحدة، أكدت على حق جميع الشعوب غير القابل للتصرف في تقرير المصير وفقا لقرار الجمعية العامة 1514 الصادرة يوم 14 ديسمبر 1960، المتضمن إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.
وأكدت اللجنة على مسؤولية الأمم المتحدة في التكفل بمصير شعب الصحراء الغربية، وطالبتها بمواصلة النظر في وضعية هذا الإقليم، وتقديم تقرير أمام الدورة الخامسة والسبعين حول مدى تنفيذ هذا القرار.
وأكد وزير الشؤون الخارجية الصحراوي، محمد سالم ولد السالك، في أول رد فعل على هذا المكسب الدبلوماسي أن مصادقة 193 دولة يؤكد أن “المجتمع الدولي متشبث بالشرعية وقراراتها التي تعترف للشعب الصحراوي بالحق في الحرية وتقرير المصير، مهما ضاعف المحتل المغربي من مناوراته لربح الوقت وإطالة عمر احتلاله اللاشرعي.
وأضاف ولد السالك، أن قضية الصحراء الغربية كونها قضية تصفية استعمار، يمر حلها حتما عبر ممارسة شعبها لحقه في تقرير المصير والاستقلال، مما يعني كذلك أن المجتمع الدولي لن يعترف للمحتل بأية سيادة على الصحراء الغربية./المصدر: جريدة المساء الجزائرية