في الجماهير تكمن المعجزات
كم انت عظيم أيها الإنسان الصحراوي، -المعجزة-
في كل تحدي وبكل معاناته المستمرة ينهض منتفضا ثائرا متحديا مرة بعد أخرى ليذهل العالم من جديد.
هبّة أبناء شعبنا منذ أن اقدم الاحتلال على وقف إطلاق النار، هي هبة أبناء صرخوا بأعلى أصواتهم أن ساعة نداء الوطن فهم الأبناء الأوفياء الذين لا يتنكرون لوطنهم ويتنافسون في بره ويتسابقون ذوداً عن كرامته وسيادته.
منذ اللحظة التي رد المقاتل الصحراوي على العدوان المغربي، حضرت القضية الصحراوية: مصيرا وعهدا وانتماءا ووجودا وحقا مشروعا، ليرتفع صوت الجميع من أجل تحرير وطن حملوا حتمية نصره هماً مقدساً، ووحدته معتقداً أصيلاً، وحريته هدفا ثابتا.
اليوم يأتي البرهان من جديد للعالم أنه مازال النبض الصحراوي العاشق لهذا الوطن كما هو، بل ازداد حبا وتمسكا ووفائا لعهد الشهداء .
بعث شعبنا رسائله الوطنية والدولية التي كشفت وأظهرت للملأ من هم الصحراويون في لحظات النداء للواجب، ليتكلم الجميع وفي تناغم واضح وانسجام بين وبلغة واحدة وحيدة وحال لسانهم يقول نكون او لا نكون ، ليرسموا قوس نصر جديد لقضيتنا ويؤكدوا أن الإنسان الصحراوي لا يعرف المستحيل وأن المبادرة والاعتماد على الذات تصنع المعجزات.
اخيرا يدرك الشعب الصحراوي الصامد الذي يأبى الإنكسار، أن كفاحه التحرري ليس خياره فقط، بل قدره للحسم في الوجود والمصير، وسيبقى كفاحه، كفاح أجيال وماضٍ في طريق الحق مهما كان الثمن؛ وأستسمح الشاعر الموريتاني أحمدو ولد عبد القادر، أن أقتبس من قصيدته ما تردد اليوم الجماهير الصحراوية في كل أصقاع الدنيا:
غير أنّا قد انتفضنا وثرنا *** ========ثورة لا تردها الفتكــات
نحن شعبٌ قد صلّبتْه المآسي صهرته الآلامُ والنكباتُ
نسكنُ النارَ لا نُبالي لظاها زادُنا العزمُ والإبا والثباتُ
نتلقّى الشهيدَ عِزًّا ونصرًا والضحايا توديعُهم حفلاتُ
ونغنّي للموت بل ونراه في سبيل الحياةِ هي الحياةُ
ونغنّي، حتّى الجراحُ تغنّي، في الجماهيرِ تكمن المعجزاتُ.
فحرب التحرير تضمنها الجماهير