رئيس الجمهورية يهنئ الشعب الصحراوي بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم.
بئر لحلو (الأراضي المحررة) 23 ابريل 2020 – هنأ رئيس الجمهورية، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي، الشعب الصحراوي في كل مواقع تواجده، في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، في الأراضي المحررة ومخيمات العزة والكرامة وفي الجاليات والشتات، و ذلك بمناسبة حلول شهر مضان الكريم.
و فيما يلي النص الكامل للرسالة:
رسالة من الأخ إبراهيم غالي رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة إلى الشعب الصحراوي بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم 29 شعبان 1441 الموافق لـ 24 أبريل 2020
أيتها الأخوات، أيها الإخوة؛ جماهير الشعب الصحراوي في كل مواقع تواجدها، في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، في الأراضي المحررة ومخيمات العزة والكرامة وفي الجاليات والشتات،
بحلول شهر رمضان المعظم، يطيب لي أن أتوجه إليكم بأحر التهاني وأصدق الأماني، راجياً من الله العلي القدير لكم جميعاً صياماً مقبولاً وذنباً مغفوراً، إن شاء الله.
يحل رمضان الكريم هذا العام وشعبنا، على غرار شعوب العالم، يواجه جائحة كورونا التي اجتاحت أصقاع الدنيا، وأدت ولا تزال إلى وقوع مئات الآلاف من الإصابات والضحايا، في وقت لم يتم التوصل إلى أي سبيل لمواجهته سوى بالوقاية والحجر الصحي والالتزام بالإجراءات الصحية.
إن هذا الشهر الجليل يضعنا أمام فرصة استلهام المعاني والدلالات والقيم النبيلة السامية التي يزخر بها، من صبر وتضحية وسخاء وتضامن وتكافل وصمود وثبات، ونحن نواجه اليوم هذا الوباء الخيبث. وليس ذلك بالأمر الغريب على الشعب الصحراوي الذي كان ولا يزال، ومنذ أكثر من أربعة عقود، ضحية لجائحة الاحتلال المغربي الغاشم، الذي عاث فساداً في البلاد وتقتيلاً في العباد، ولا تزال جرائمه وانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان تشهد على وحشية وهمجية يندى لها الجبين. لكن شعبنا البطل الأبي عرف كيف يصنع ملحمة خالدة من الكفاح البطولي والمقاومة المستميتة والصمود الأسطوري، رغم كل الأساليب الاستعمارية المقيتة التي لجأت إليها دولة الاحتلال المغربي، بما فيها محاولة الإبادة البشعة بالقتل الجماعي، حرقاً ودفناً ورمياً من الطائرات العمودية وبالرصاص وتحت التعذيب في السجون المعتقلات السرية.
وإننا بحلول هذا الشهر الفضيل لنتوجه بتهنئة خاصة إلى جماهير شعبنا في الأرض المحتلة وجنوب المغرب عامة، وبشكل خاص إلى الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية وعائلاتهم. نبعث لهم رسالة تضامن ومؤازرة في هذه اللحظات الصعبة التي لم تكتف فيها دولة الاحتلال المغربي باعتقالهم، ظلماً وعدواناً، وحرمانهم من اللقاء بأهلهم وذويهم، بل تمادت في غيها وفرضت اجتجازهم في سجونها المعروفة بالاكتظاظ والموبوءة بداء كورونا، في سلوك لا قانوني ولا أخلاقي، يرقى إلى مصاف الجريمة والإرهاب.
كما لا يفوتنا أن نتوجه بالتهنئة والتبريك بحلول شهر رمضان إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، المرابط على عهد التحرير، والذي يؤدي مهامه ويجسد ممارسة الدولة الصحراوية لسيادتها على أراضيها المحررة، ويواجه سياسات العدو وحربه القذرة، الهادفة إلى زعزعة السلم والاستقرار في كامل المنطقة، عبر الضخ المتواصل لسموم المخدرات المغربية، وما تشكله من دعم وتشجيع لعصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية.
التحية والتهنئة موصولة إلى جميع الأطقم الطبية واللجنة الوطنية للوقاية من داء كورونا والأجهزة الأمنية، الساهرين جميعاً من أجل حماية شعبنا وأمنه وصحته، وخاصة إزاء الخطر المحدق الذي يشكله فيروس كورونا.
وأنا أحيي بحرارة ذلك التجاوب الواعي والمسؤول من قبل مواطناتنا ومواطنينا مع الإجراءات التي أقرتها الآلية الوطنية للوقاية من داء كورونا، فإنني أشدد، مع مقدم شهر رمضان الكريم، على ضرورة التحلي بمزيد من الحيطة والحذر والالتزام بالإجراءات الصحية والتقليل، إلى أقصى حد، من حركة الأفراد والآليات، والتزام مواقع الإقامة.
نحن على مطلق الثقة بأن شعبنا سيعرف كيف يواجه اليوم كل هذه التحديات، ويضرب كل خطط العدو ودسائسه، ويجعل مؤامراته الخبيثة تتكسر على صخرة الوحدة الوطنية التي جمعت شعبنا في لحمة واحدة لا انفصام فيها، تحت لواء ممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، في معركة مقدسة لا ولن تتوقف إلا باستكمال سيادة الجمهورية الصحراوية، دولة كل الصحراويات وكل الصحراويين، على كامل ترابها الوطني.
فاللهم أهِـلَّ شهر رمضان علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات، وأرفع اللهم عنا الظلم والبلاء والوباء، وأعد الشهر الكريم على الشعب الصحراوي في كنف السلام والطمأنينة والسكينة والعيش الحر الكريم على ربوع وطنه العزيز.
رمضان كريم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
—– كفاح، صمود وتضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية.
/ المصدر:وكالة الأنباء الصحراوية