جبهة البوليساريو : خطاب ملك المغرب يتناقض مع كل القرارات الأممية بشأن تصفية الإستعمار في قضية الصحراء الغربية.
أوضح السيد أمحمد خداد، مسؤول لجنة العلاقات الدولية لجبهة البوليساريو والمنسق الصحراوي مع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، أن قرارات مجلس الأمن كمرجع لإحترام حقوق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، بما في ذلك القرار الأخير رقم 2494، مضيفا أن ما جاء به ملك المغرب في خطابه والقول أن الرباط ترفض بشكل قاطع أي لإقتراح قديم لخطة النسوية على المعايير المحددة في عام 1991، يشكل تناقضا كبيرا مع النصوص التي إعتمدتها الهيئة الأممية.
المسؤول الصحراوي، إعتبر خطاب ملك المغرب عقيم ويعكس حالة القلق الشديد بشأن الوضع الداخلي في المغرب، وتطرقه لقضية الصحراء الغربية غايته اللعب على مشاعر المغاربة ولتشجيع الوطنية المزعومة التي يمسها البؤس وغياب وجود آفاق ومستقبل داخل هذا البلد المنهار، في الوقت الذي يعيش فيه نظام الإحتلال خوفا رهيبا كل ما أثيرت مسألة إنهاء الإستعمار في الصحراء الغربية ويبذل مقابل ذلك أموال طائلة من موارد الشعب المغربي من أجل فرض الأمر الواقع وإستمرار الوضع الحالي الذي أعربنا عشية إعتماد قرار مجلس الأمن الأخير عن رفضنا القاطع لهذا الأمر، كما سيتم طرح هذا الموضوع للنقاش أمام المؤتمر العام للجبهة، يضيف السيد أمحمد خداد.
ملك المغرب وعلى الرغم من الدعاية المغرضة التي تتكرر على مسامع المغاربة منذ سنوات، إعترف أخيرا أن قضية الصحراء الغربية لا تزال مشكل عالقا، يضيف السيد خداد أن هذا الإعتراف جاء نتيجة فشله الحصول على أي إعتراف بالسيادة المزعومة على أراضي الصحراء الغربية، كما يعكس كذلك حجم الإحباط والثمن الباهظ الذي يدفعه ا المغرب إلى التنعت فيما يخص قضية الصحراء الغربية” وهي السياسة التي دأبت عليها الأنظمة الإستعمارية باللعب على وتر الوطنية لإلهاء الشعوب وإيجاد حجج للتغطية على فشل سياستها في تنمية بلدانها وتوفير الحقوق الأسياسية لمواطنيها.
المغرب وضع نفسه في طريق مسدود.
لقد كان خطاب ملك المغرب نقطة نهاية للصمت الذي إستمر من قبل الطرف المغربي منذ أن صادق مجلس الأمن الدولي في 30 أكتوبر المنصرم، على قراره رقم 2494 لتمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة للإستفتاء في الصحراء الغربية لإثني عشر شهرا حتى غاية 31 أكتوبر 2020.
القرار السالف الذكر، ردت عليه جبهة البوليساريو في دقائق معدودة بالتأكيد كما كررت ذلك في مناسبات مختلفة أن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير من خلال إستفتاء عادل ونزيه هو الحل الواقعي الوحيد للنزاع وغير قابل للتفاوض وأن أي شيء أخر فهو مرفوضة جملة وتفصيلا.
وفي مقابل ذلك انعكس الغضب المغربي بالأمس في خطاب ملكه بالقول “لن تتسامح الرباط مع أي حل خارج مظلة الأمم المتحدة والحفاظ على السلامة الإقليمية للمغرب بكل الوسائل”
الصحراء الغربية.. المستعمرة الإسبانية.
بدأ الإحتلال العسكري والعنف المفرط في الصحراء الغربية في عام 1975، عقب الإجتياح العسكري المشترك بين المغربي وموريتانيا المدعوم من قبل فرنسا، عقب توقيع الاتفاقيات الثلاثية، في 14 نوفمبر 1975 ، بين مدريد نواكشوط والرباط، التي كانت بداية الإعلان عن حرب مشتركة ضد جبهة البوليساريو إستمرت لمدة 16 عاماً، تمكنت خلالها البوليساريو من طرد موريتانيا عسكريًا ووقعت معها اتفاقي السلام والاعتراف المتبادل على أبواب نواكشوط، في مقابل ذلك عزز المغرب المدعوم من فرنسا وإسرائيل سيطرته على الإقليم ومهاجمة الآلاف من الصحراويين بالقمع الوحشي واحتلال أجزاء من منطقة واد الذهب.
وفي عام 1991، تم توقيع إتفاق وقف لإطلاق النار بين الطرفين جبهة البوليساريو والمغرب الذي ألزم نفسه قبول بإجراء استفتاء لتقرير المصير بإشراف من بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، قبل أن يعود ليرفض الإحصاء الذي أشرفت عليه البعثة الأممية للأشخاص المتوفرة فيهم شروط التصويت ومحاولة دفع مستوطنين مغاربة للتصويت بهدف تغيير كفة نتيجة عملية إستفتاء لصالحه.)08(