أمينتو حيدار للبرلمان السويدي: “قراركم الاعتراف بالجمهورية الصحراوية أسعدنا وعدم تنفيذه كان مؤسفا”.
ستوكهولم (السويد) 04 ديسمبر 2019 – عبرت المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان الفائزة بجائزة نوبل البديلة، السيدة أمينتو حيدار، في مداخلتها يوم أمس أمام البرلمان السويدي عن الأسف الشديد الذي أحسه أبناء الشعب الصحراوي سنة 2016 بعد تراجع الدولة السويدية عن الاعتراف بالجمهورية الصحراوية مثلما قرر البرلمان السويدي سنة 2012.
وحلت السيدة أمينتو حيدار يوم أمس الثلاثاء ضيفة شرف لقاء وحفل غداء بالبرلمان السويدي من تنظيم أصدقاء مؤسسة “لايفليهود فاونديشن” بالرلمان السويدي، حضره أزيد من 300 مدعو، للإحتفال بفوز الناشطة الصحراوية وثلاثة فائزات أخريات بجائزة نوبل البديلة لهذه السنة.
وفي مداخلتها بالمناسبة، انتقدت السيدة أمينتو حيدار الدور السلبي الذي تلعبه العديد من الدول الأوروبية في المنطقة، مؤكدة أن “الصورة والرسالة التي يبعثها الاتحاد الأوروبي حاليا للعالم بأسره، وخاصة إلى الصحراء الغربية، صورة مخيفة ورسالة مخزية”.
وأضافت أن الصورة التي ترسلها أوروبا للعالم الآن هي صورة أوروبا “باردة، منعزلة، لا إنسانية، أوروبا تبعث رسالة من الكراهية، وعدم احترام القانون الدولي، بل حتى انتهاك القانون الأوروبي نفسه. أوروبا تعبد المصالح على حساب القانون، وعلى حساب حقوق الإنسان والشعوب”.
بل أن أوروبا الحالية، تضيف السيدة أمينتور حيدار “تدعم دون خجل أنظمة ديكتاتورية مارقة على القانون، والأسوأ من ذلك، أنها تساهم بشكل فعلي في قمع الشعوب من خلال دعمها الاقتصادي، والمالي والسياسي لهذه الأنظمة، بما في ذلك النظام التوسعي المغربي، الذي يعتبر المصدر الرئيسي لانعدام الإستقرار السياسي والأمني في المنطقة المغاربية منذ ستينات القرن الماضي”.
وفي هذا الخصوص، ذكرت السيدة أمينتو حيدار الحضور بأن “المغرب هو الذي يستعمل أوراق الهجرة، والمخدرات، والفساد والإرهاب لإرغام بلدانكم على تجاهل جرائمه، وإرغامها على دعمه بأن تصبح متورطة معه هي نفسها. والعالم بأسره على علم بهذه الحقيقية، لكن الجميع يدير ظهره لها، لأن عليهم أن يلعبوا اللعبة”.
من جهة أخرى، عبرت السيدة أمينتو حيدار عن استغراب الشعب الصحراوي وعجزه عن فهم المنطق من وراء “قبول البلدان الأوروبية التواطؤ مع النظام المغربي والضغط على الضحية، أي الشعب الصحراوي وممثله الشرعي جبهة البوليساريو، فقط لإرضاء المغرب؟”.
وفي هذا الإطار ذكرت المدافعة الصحراوية بما قامت به الحكومة الاسبانية يوم الاربعاء 27 نوفمبر من حملة إعلامية مضللة ضد مخيمات اللاجئين الصحراويين عبر ادعاء أنها معرضة لعمليات إرهابية مزعومة ودون أي أدلة، وذلك بعد زيارة مفاجئة لوزير الخارجية المغربي لمدريد.
من جهته استدعى منشط اللقاء النائبين البرلمانيين، فريديريك مالم، من الحزب الليبراليالإشتراكي الديمقراطي، وكينيث فوسلوند، من الحزب، اللذان كانا من أبرز مساندي الإعتراف بالجمهورية الصحراوية خلال تبني البرلمان هذا القرار التاريخي سنة 2012، لمناقشة الموضوع.
وأكد النائبان أن بلدهما قد تعرض آنذاك لضغوط هائلة من قبل المغرب وحلفائه، مذكرين بأن المخاوف الأساسية للدول الأوروبية تتعلق دائما بالمخاطر التي يمكن للهجرة أن تسببها لأوروبا، وهو ما يشكل سياساتها تجاه جل قضايا الجنوب.
واعترف النائبان أن نظام الإحتلال المغربي يستعمل بالفعل هذه الورقة لتهديد الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية وثنيها عن اعتماد سياسات داعمة للقضية الصحراوية.
ومن المنتظر أن تحضر المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان، السيدة أمينتو حيدار، مساء اليوم الأربعاء الحفل الرسمي لتسليمها جائزة نوبل البديلة، باستوكهولم، حيث من المنتظر أن تمنح فرصة أخرى لمخاطبة العالم، بحضور ضيوف من أهم الشخصيات العالمية التي استدعتها مؤسسة “لايفلي هود فاونديشن” المانحة للجائزة.
وسيتم نقل فعاليات هذا الحفل الكبير مباشرة على التيلفزيون السويدي، بالإضافة إلى عدة وسائل إعلام، وستنشطه الفنانة السويدية من أصول أفريقية، جوزيت بوشيل-مينغو، كما ينتظر أن يحظى اللقاء بمداخلة المعارض الأمريكي المعروف، إدوارد سنودن، حيث سيكون الحفل مفتوحا لجمهور يقدر بحوالي 1000 مدعو.
وتتقاسم أمينتو حيدار الجائزة مع ثلاثة فائزات أخريات هن المحامية الصينية غو جيانمي، والطفلة السويدية غريتا ثونبورغ، الناشطة في مجال البيئة، وقائدة نضالات الشعوب الأصلية بالبرازيل، دافي كوبيناوا. (/ المصدر:وكالة الانباء الصحراوية