المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو يدعو اسبانيا الى تحمل مسؤولياتها ويطالبها بلعب دور ايجابي في حل النزاع.
التفاريتي (الأراضي المحررة)،01 جانفي 2020 (واص)- دعا المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو الحكومة الإسبانية الى لعب دور إيجابي والمساهمة في إيجاد حل نهائي للنزاع في الصحراء الغربية .
المؤتمر وهو يختتم أشغاله بلدة التفاريتي المحررة ، دعا اسبانيا الى اسبانيا الى ضرورة لعب دور ايجابي شجاع للمساهمة في احترام الشرعية الدولية والدفع باتجاه حل لهذا النزاع الذي طال أمده، من خلال الضغط على المملكة المغربية ومطالبتها باحترام حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية .
نص الرسالة :
إن المؤتمر الخامس عشر مؤتمر الشهيد البخاري أحمد المنعقد في الفترة مابين 15 إلى 23 ديسمبر 2019 , ببلدة التفاريتي المحررة, تحت شعار.: كفاح, صمود وتضحية لإستكمال سيادة الدولة الصحراوية، يتوجه إليكم بأسمى آيات التقدير والاحترام ويهنئكم على انتخابكم رئيسا للحكومة الاسبانية، ويذكركم من جديد بالمسؤوليات التاريخية والقانونية والأخلاقية لاسبانيا تجاه الشعب الصحراوي.
كما تعلمون فإن اسبانيا من خلال اتفاقية مدريد المشؤومة سنة 1975 قد تملصت من مسؤوليتها في تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي وفتحت المجال أمام النظام المغربي لاحتلال الإقليم في انتهاك فاضح للشرعية الدولية، ورغم ذلك لا تزال اسبانيا الدولة المسؤولة عن مصير هذا الإقليم وهي حقيقة ما فتئت جميع قرارات المحاكم والاستشارات القانونية تؤكدها يوما بعد يوم.
السيد الرئيس،
إن استمرار معاناة الشعب الصحراوي في ظروف اللجوء القاسية وتعرضه بشكل ممنهج لانتهاكات حقوق الإنسان ونهب ثرواته من قبل الاحتلال المغربي أمام تعنت هذا الأخير هو نتاج ذلك الاتفاق المسؤول وهو ما يجعل جميع الحكومات الاسبانية المتعاقبة منذ 1975 تتحمل المسؤولية وهي حتما مسؤولية لا تسقط بالتقادم.
إن دخول اسبانيا منذ نهاية السبعينات في مسار التحول الديمقراطي والذي تعزز مؤخرا بقانون الذاكرة التاريخية واللفتة تجاه يهود السفارديم وغيرها، لا يمكن أن يكتمل إلا بمعالجة الظلم التاريخي الذي تسببت فيه للشعب الصحراوي والذي لا يزال يعيش تبعات ذلك السيئة إلى حد الساعة، والشعب الصحراوي الذي تربطه علاقات خاصة بالدولة والأمة الاسبانية قوامها التاريخ والثقافة واللغة يؤمن بإمكانية تصحيح أخطاء الماضي وفتح آفاق جديدة لمستقبل مشرق لأجيالنا المقبلة.
إن المؤتمر وهو يستحضر مسؤولية الحكومة الاسبانية التاريخية والقانونية والأخلاقية يدعوكم بمناسبة انتخابكم إلى تصحيح موقف الحكومة الاسبانية واتخاذ خطوة جريئة بإلغاء هذه الاتفاقية المشؤومة واتخاذ موقف قوي تأييدا لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال كي ينسجم مع موقف الشعوب الاسبانية والشرعية الدولية.
إن الحكومة الاسبانية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بضرورة لعب دور ايجابي شجاع للمساهمة في احترام الشرعية الدولية والدفع باتجاه حل لهذا النزاع الذي طال أمده، من خلال الضغط على المملكة المغربية ومطالبتها باحترام حقوق الإنسان في المناطق المحتلة وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية وعلى رأسهم معتقلو اكديم ايزيك ووقف نهب الثروات التي هي ملك حصري للشعب الصحراوي.
وإن المؤتمر ليدعوكم أيضا للامتثال لقرار محكمة العدل الأوروبية الصادر بتاريخ 10 ديسمبر 2015 والقاضي ببطلان اتفاقية التبادل التجاري للمنتوجات الزراعية والسمكية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب والذي يأتي انسجاما مع مقتضيات الشرعية الدولية، ونذكركم في هذا المقام بأن جبهة البوليساريو هي الجهة المخول لها تمثيل الشعب الصحراوي في أية اتفاقية أو نشاط لاستغلال الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي كما نص على ذلك القرار المذكور وغيره من قرارات الشرعية الدولية.
السيد الرئيس،
إن انتخابكم رئيسا للحكومة الاسبانية يشكل أمامكم فرصة تاريخية لاتخاذ القرار الشجاع والمناصب لمحو أخطاء الماضي والدفع بالمملكة المغربية للاذعان للشرعية الدولية وحل النزاع في الصحراء الغربية عبر تنظيم استفتاء ديمقراطي حر ونزيه يمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره وهو ما من شأنه بكل تأكيد فتح آفاق أرحب للتنمية والاستقرار في المنطقة.
كفاح, صمود وتضحية لإستكمال سيادة الدولة الصحراوية ./ المصدر:وكالة الانباء الصحراوية