الدولة الصحراوية ماضية في تبوأ مكانتها على الصعيد القاري والدولي (وزير الخارجية)
الجزائر 07 سبتمبر 2019 (واص) – اعتبر وزير الشؤون الخارجية,عضو الأمانة الوطنية السيد محمد سالم ولد السالك, اليوم السبت بالجزائر العاصمة, أن ما حققته القضية الصحراوية في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية “تيكاد7”, كان انتصارا ودرسا يعكس المكانة التي أخذتها الدولة الصحراوية على صعيد الاتحاد الإفريقي.
وأضاف السيد ولد السالك أن هذا الانتصار يعكس أيضا مكانة الجمهورية الصحراوية على صعيد المؤتمرات والقمم الدولية في إطار الشراكة ومسيرتها المظفرة التي لارجعة فيها في تبوأ مكانتها بين الأمم وفي إطار الأمم المتحدة والتي لا يمكن للمغرب أن يوقفها مهما فعل.
جاء ذلك في حديث للوزير ولد السالك لبرنامج الحدث للتلفزيون الصحراوي والذي تناول قمة اليابان الأخيرة (28 إلى 30 أغسطس الماضي) والمعركة التي نفذها المغرب بمعية اليابان في محاولة لطرد الجمهورية الصحراوية من اللقاء والتي قال عنها أنها “فشلت فشلا ذريعا ” مع تمسك الاتحاد الإفريقي بموقفه من القضية الصحراوية.
وقال ولد السالك أن القمة كانت انتصارا لإفريقيا أيضا بعد أن فرض الاتحاد الإفريقي على اليابان “الاختيار بين احترام الاتحاد وحضور جميع الدول الإفريقية بما فيها الجمهورية الصحراوية إلى جانب المغرب أو عدم انعقاد القمة ونهاية الشراكة مع اليابان”.
وبعد أن أشار إلى محاولات سابقة من هذا القبيل قامت بها اليابان إحداها في مابوتو عام 2017 وأخرى بالعاصمة طوكيو شهر أكتوبر من السنة الماضية, أكد رئيس الدبلوماسية الصحراوية أنه وخلال قمة يوكوهاما تأكد “لليابان كما تأكد للاتحاد الأوروبي وللجامعة العربية قبل ذلك من أن مسعى الاتحاد الإفريقي في فرض سياسته وفي فرض احترامه من قبل الشركاء يعد شرطا أساسيا للشراكة اليوم”.
وتأسف وزير الخارجية بشدة لموقف اليابان هذا وقال أن “اليابان القوة الاقتصادية وصاحب الحضارة التاريخية القديمة تتصرف في هذا الموضوع كبلد صغير من بلدان العالم الثالث لأنها لم تستخلص العبرة مما وصلت إليه إفريقيا وأظهرت انطباعا فضلت من خلاله الدفاع عن موقف مغربي معزول عن الساحة الدولية لينتهي بها الأمر بأنها سلمت بالأمر الذي سبق وأن سلمت به في كل من مابوتو وطوكيو”.
“التيكاد السابعة كانت محطة أساسية للتأكيد على أن مسيرة الجمهورية الصحراوية لأخذ مكانها بين الأمم والشعوب سواء على الصعيد القاري الإفريقي أو العالمي مسيرة مظفرة لا رجعة فيها وستأتي في النهاية بهدفها الأساسي وهو تواجد الدولة الصحراوية على مستوى الأمم المتحدة، الأمر الذي يحاول المغرب أن يعطله لكنه سيفشل في كل مساعيه ” يقول الوزير محمد سالم ولد السالك .
وفي نفس الموضوع أشار ولد السالك إلى الشعور الذي ساد لدى الدول الإفريقية بيوكوهاما أثناء القمة وهو أن”اليابان فرضت على نفسها نوعا من الاهانة وكان ينتظر منها نوع من التصرف يتماشى مع الحق إلى درجة معينة بمعنى احترام الاتحاد الإفريقي (55 دولة)”.
وهنا, أوضح ولد السالك أن الاتحاد الإفريقي قام خلال فترة التحضير والتنسيق التي دامت عدة أشهر لهاته القمة سواء بطوكيو أو أديس أبابا ، بإخطار اليابان بأن الباب مفتوح للشراكة شرط أن تحترم الموقف الإفريقي.
وحسب الوزير ولد السالك فان كل ما قامت به المغرب واليابان “باء بالفشل وتأكد للأخيرة أن إفريقيا وقادتها مصرين على التقدم نحو تطبيق أجندة إفريقيا 2063 التي تحدد النهج الإفريقي للتنمية الذي يريد الاتحاد الإفريقي من وراءه تعاون على أساس هذه الإستراتيجية”.
وزير الخارجية اعتبر في حديثه أن قمة اليابان شكلت درسا تبين من خلاله للمغرب أنه مهما حاول التملص من التزاماته ومهما حاول ربح الوقت “سيكون ذلك مضيعة للوقت وهدرا لإمكانيات الشعب المغربي بل ستكون له انعكاسات على واقع هذا الشعب وحياته”.
وذكر بمؤتمر وزراء الخارجية الأفارقة واليابان الذي عقد في عاصمة موزمبيق مابوتو شهر أغسطس من عام 2017 حيث حاول المغرب واليابان منع الدولة الصحراوية المشاركة إلا أنهم فشلوا لان الاتحاد الإفريقي كان قد قرر قبل ذلك بسنتين وفي قممه الموالية أن كل الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي لها الحق المشاركة في قمم الشراكة وفي كل التظاهرات التي تجري في إطارها.
“المغرب استعمل القضية الصحراوية منذ 1975 من اجل صد أنظار الشعب المغربي عن واقعه والمغاربة يطالبون بالسيادة للخروج من وضع الرعية التي يفرضها عليهم النظام العلوي”, يتأسف الوزير.
وابرز أن الدولة الصحراوية العضو المؤسس في الاتحاد الأفريقي تتمع بالدعم والتأييد القوي على الصعيد الإفريقي عكس ما يدعيه المغرب الذي فشلت كافة محاولته وإستراتجيته التي حددها خلال انضمامه إلى الاتحاد الإفريقي والتي كان يبتغي من وراءها الحصول على هدفين أساسين هما “طرد الدولة الصحراوية من الاتحاد الإفريقي ومنع الاتحاد من المساهمة في إيجاد حل للقضية الصحراوية والدفاع عنها كشريك للأمم المتحدة”.
“المغرب لم ينجح لا في هذا ولا ذاك بل فشل فشلا كبيرا واقتنع أن خروجه من العزلة التي يتخبط فيها يكمن في طي صفحة الماضي الذي طبعته الحرب والمواجهات لفتح المجال أمام الإخاء في المنطقة والتعاون لبناء المغرب الكبير”. (واص)